الحقيقة هي أننا جميعاً لدينا جانب مظلم، سواء اعترفنا به أم لا.
في القرن العشرين افترض عالم النفس كارل يونج أن كل عقل بشري له جانب مظلم أو خفي، يسمى “الظل”. إن تجاهل الظل يشبه تجاهل جزء من الجسد ويمكن أن يؤدي إلى الأذى النفسي مع الوقت ومجريات الحياة.
وقبل أن يحاول أحد إخبارنا أنه ليس لديه جانب مظلم، دعني أعدك، كل شخص لديه جانب مظلم. الآن فكر في الأشياء التي لا تريد أن يعرفها أحد عنك؟ الأسرار التي تحتفظ بها، ومحاولات الخداع التي ساعدتك على طول الطريق للوصول لمصالحك وأهدافك، الجنس، المجون، الكحول، المخدرات، الشهرة، المال، رغباتك، جشعك، الغيرة، وغرورك … الشهوة والنشوة التي تشعر بها تجاه أشياء ليس من المفترض أن تمتلكها.
الجانب المظلم هو ذلك الجانب الذي ترفض أن يتم إصلاحه ليكون جيدًا. الجميع يمتلكه. يتم التلاعب بالضعفاء من خلاله، ويحاول الأفراد العاديون منعه للبقاء جيدين في نظر الآخرين. بينما الناجحون فقط يستطيعون التحكم فيه والاستفادة منه بشكل أفضل ويوظفونه لنيل مصالحهم وتحقيق نجاحاتهم. الجانب المظلم هو مصدر قوي جداً للطاقة والنجاح إذا تم التحكم فيه قبل أن يتحكم فينا. فيجب أن يتم قبوله أولاً ثم السيطرة عليه والاستمتاع به.
يعتبر تايجر وودز (أحد أفضل لاعبي الغولف)، وبيل كلينتون (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق) مثالين رائعين على أولئك الذين يستخدمون قوة الجانب المظلم، فقوة الجنس تدفعهم لأداء أفضل ومع ذلك فإن أدائهم يتلاشى عندما يتم الكشف عن فضائحهم. يجب أن يبقى الجانب المظلم فقط في الظلام خلاف ذلك سوف يفقد قوته ويصبح عامل هدم بعد أن كان عامل نجاح.
يساعدك التعرف على جانبك المظلم على رؤية كلاً من النور والظلام في الآخرين. بمجرد قبولك للظلام الخاص بك ستتمكن من ملاحظة ذلك بشكل أفضل وقبوله لدى الآخرين ولتقبل أن الآخرين ليسوا دائمًا جيدين تماماً، ولكن هذه الأفعال السلبية لا تأتي دائمًا من الخبث فهي تأتي بدافع داخلي لا يستطيع أن يخفي نفسه، فيراه الآخرون وكأنه شيء سيئ لأن هناك سلوك لا يقبل إلا بظهور الشيء الجيد وأصبح كأنه قانون غير مكتوب يتفق عليه الناس.
لكن رؤية الجانب المظلم للآخرين ليس مثل قبوله. في السنوات الأخيرة كان هناك عدد من الأمثلة لأشخاص ذهبوا بعيداً للإشارة إلى الجانب المظلم للآخرين ونبذهم وجعلهم منبوذين اجتماعياً. والفارق ربما يكون بأن هؤولاء تم كشفهم أو أظهروا ذلك الجانب الذي من المفترض أن يبقى في الخفاء، مثل بقية الناس الآخرون ومثل الذين عرّضوا بهم ونبذوهم.
يمكن للجانب المظلم أن يشمل أشياء كثيرة نظراً لأن الأشياء المضيئة أو المظلمة أمران شخصيان ونسبيان بشكل كبير، فإن ما قد يكون سمة سلبية لشخص ما قد يكون إيجابياً بالنسبة لشخص آخر. ويبدوا دائماً من السهل التفكير في أنه يتعين علينا قمع الجانب المظلم لدينا من أجل أن نكون محبوبين ومقبولين، ولكن الحقيقة أن هناك من يشاركنا تلك الجوانب وربما يرون فينا قدوة ومثال يحتذى بسبب جانبنا المظلم، ولكن يتعين علينا إظهاره لهم أولاً ولكن بحذر.
بعد أن عرفنا كل ذلك عن الجانب المظلم في شخصياتنا فعلينا أن نكون أكثر تفهماً من حيث ينطلق الآخرون، وكذلك قبول جانبنا المظلم واستخدامه كدافع قوي لنا للنجاح. ولكن يجب أن نتحكم فيه ونسيطر عليه ونفهمه أولاً. فإذا كان هو المحرك لنا ونقع نحن تحت سيطرته سيكون مصيرنا الفشل وتحقيق القليل من الأحلام والنجاحات.