عزل الأطفال أو الطلاب أو الموظفين في مجموعات وتمييزهم عن أقرانهم بحكم أنهم موهوبين فكرة خاطئة وتنطوي على سوء فهم عن ما هو الإبداع الذي يعتبر ملكة لدى الجميع بدرجات وأوجه متفاوتة.
الإبداع وتكوين الأفكار وخلق الحلول قدرات يمكن تعلمها وتطويرها في كافة المجالات، لذلك فالأفضل أن يكون العامل الأهم هو الشغف والرغبة بالمشاركة وفتح الفرصة للجميع وخلق بيئة محفزة متعاونة ومتعددة الاتجاهات والاهتمامات والمراحل.
عندما يتم عزل هذه الفئة عن بقية الطلاب أو الموظفين فنحن نوجه رسالة غير جيدة لتلك البقية الذين يشكلون الأغلبية، فيسود الاعتقاد لدى تلك الأغلبية بأن الإبداع حالة خاصة لا يملكونها وتم وضع سياج يمنعهم من المشاركة فيها والتي تتطلب سقف مرتفع ليكونوا أعضاء في ذلك النادي المرموق. وبالتالي فهم لن يشعروا بأنه بمقدورهم تقديم شيء ذو فائدة وأنهم ليسوا كُفُؤ للاكتشاف والتجديد وعمل التغيير والمشاركة بما هو مفيد لهم ولمجتمعهم أو المنظمات التي يعملون بها.
هذا الشعور سيرافق الأغلبية التي ستؤمن بأنها لا تملك القدرة على الإبداع ومن ثم سينعكس كذلك على حياتها وعلى كل بيئة جديدة سينتمون إليها.
كثير منا تعرض في طفولته لنوع من التوبيخ أو ربما الاستهزاء بقدراته أو موهبته فانطفأت لديه شمعة الإبداع وترسخ لديه شعور بأنه لا يستطيع عمل شيء جديد أو ذو قيمة، لذلك يأتي دورنا الآن بعد أن فهمنا إن الإبداع والابتكار ملكة لدينا جميعاً بأن نعطي الفرصة ونفتح الأبواب للجميع والمشاركة بحسب رغباتهم وشغفهم في ذلك، ومن ثم خلق البيئة المناسبة والآليات الصحيحة والممارسات التي تشجع وترفع سقف الإبداع لدى أفراد المجتمع حتى تعم الفائدة وتعود علينا بتحسين حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وتحقيق الرخاء والازدهار.