خطأ اختزال الابتكار في الأفكار

يعتقد كثير من القائمين على برامج الابتكار في الشركات أو المنظمات الحكومية أن معضلة الابتكار هي عدم وجود الأفكار التي من الممكن أن تؤدي إلى خلق عمل ناجح لتلك المنظمات، فيقومون بعمل الاستبيانات والنماذج والمواقع التي يجمعون منها الأفكار ويحثون العاملين بالمشاركة في تقديم الأفكار والاقتراحات التي ربما تقود إلى ابتكارات مفاجئة.

هذا العمل والتصور عبارة عن مؤشر لضعف أو غياب الابتكار في تلك المنظمات، لأنه يتضح بأن الابتكار يأخذ منحى عشوائي ولا يرتبط بعملية واضحة أو يستمد نهجه من استراتيجية تحدد مسار وآليات الابتكار في تلك المنظمات.

وكذلك فحث العاملين على تقديم الأفكار بشكل عشوائي لا يرتبط بالأمور الملحة والمواضيع المهمة للمنظمة دون وجود منظومة واضحة ولغة مشتركة للابتكار في المنظمة عبارة عن مضيعة للوقت والموارد، لأنه لن يسفر عن شيء ذي بال، والسبب أنه بعد تقديم تلك الأفكار لا أحد يعلم ما هو مصيرها أو ما هي احتمالية وقدرة المنظمة على تنفيذها وما إذا كانت تناسب أهدافها واستراتيجيتها.

ولكن يظل الأمر الأهم في الموضوع هو سوء الفهم لموضوع الابتكار والاعتقاد أن ما ينقصنا هو الأفكار لكي نبتكر، بينما لا يوجد لدينا نظام واضح ومنظومة للابتكار تسعى لتحقيق أهداف المنظمة ويتفق حولها ويشترك بها الجميع.

المنظمات لا تنقصها الأفكار ولا العاملين القادرين على خلق الأفكار، ولكن ينقصها أولاً الفهم الصحيح عن ما هو الابتكار، ثانياً تأسيس نظام وبرامج فعالة تستمد قوتها من دعم القيادة وتسير على استراتيجية تعرف طريقها وأهدافها.