فهم احتياجات العملاء وليس رغباتهم

هناك مقولة دارجة لا تستخدم بشكلها أو فهمها الصحيح وهي مقولة هنري فورد عندما قال “لو سألت الناس عما يريدون لقالوا خيول أسرع” وذلك في إشارة إلى إن العملاء لا يعرفون ماذا يريدون.

ولكن الحقيقة فإن هنري كذلك لا يعرف ماذا يريد الناس، ولكنه عرف وفهم ماذا يحتاجون، وهذا هو السر في أهمية معرفة الاحتياجات والتأمل فيها وفحصها وبلورة أفكار حولها وكيف يتم تلبيتها. وهذا هو أهم عمل يمكن القيام به قبل إنشاء أي منتج أو خدمة.

كلام هنري فورد صحيح، وكذلك يتفق معه ستيف جوبز رئيس شركة آبل الراحل بأن العملاء لا يعرفون ماذا يريدون، ولكن يؤكد بأن مهمتنا تكمن في معرفة احتياجاتهم وحلها بالطرق الممكنة والتي ربما لم تخطر على بال أولئك العملاء. وتكون البداية بفهم تلك الاحتياجات ومحاولة معرفة دوافعها وتحليلها بدقة ومعرفة أسبابها ولماذا نشأت، وعرض كل السبل في وضع الحلول لها.

هذا هو دور أصحاب الأعمال في البحث عن المشكلات والاحتياجات وخلق الحلول لها، وذلك لا يأتي إلا بالتواصل المباشر مع الناس ومراقبة حياتهم ومعرفة الصعوبات التي يواجهونها وأمنياتهم في حل تلك الصعوبات رغم عدم معرفتهم بالحلول. فكلنا لنا احتياجات ولكن لا نعرف كيف نحلها وماذا نريد لحلها.

عندما عرف هنري فورد احتياجات الناس للوصول بشكل أسرع وعملي، وقتها كانت الآلة والتكنولوجيا متوفرة ليخلق لهم الحل الذي يحتاجونه رغم أنهم لا يعرفونه، وهذا سر نجاح الابتكار والأعمال وريادتها.