مهم – قبل البدء بإنشاء مركز للابتكار- ما هي العناصر الصحيحة لذلك

في السنوات الأخيرة أصبح تداول كلمة ابتكار دارجاً بكثرة في أروقة المنظمات وفي عالم الأعمال، ولكن استخدام تلك الكلمة لا يجمع معنى مشترك يتفق عليه الجميع. فعدم وجود لغة مشتركة للابتكار جعل من الصعب فهم المقصود منها عندما نسمعها، فكل شخص لديه تصور أو فهم مختلف عن ماذا يعني الابتكار.

يبرز هذا التفاوت جلياً عندما تقرر منظمة ما إنشاء مركز أو مختبر للابتكار بها، فمفهوم الابتكار لدى تلك المنظمة قد يكون محصوراً في الأمور الفنية أو تصميم المنتجات والخدمات أو غيرها وهذا جيد ولكن تظل هذه الجوانب هي الأسهل والأكثر وضوحاً في عملية إنشاء تلك المراكز. لذلك فالمهمة الأولى هي إيجاد ووضع لغة مشتركة بماذا يعني الابتكار وماذا يقصد به في المنظمة.

بعد ذلك العمل على العناصر الأهم التي يجب مراعاتها قبل إنشاء مراكز للابتكار حتى تحقق الهدف المرجو منها وإحداث الأثر الفعلي الذي ينعكس بشكل إيجابي على المنظمة وعملائها وأصحاب المصلحة الآخرون. وسنبدأ بالجاهزية للابتكار قبل شرح تلك العناصر.

والمقصود بالجاهزية للابتكار هو مدى جاهزية المنظمة للابتكار وتوافر العناصر الضرورية التي تمكن هذا المركز من أداء دوره بنجاح، وتشمل إيجاد لغة مشتركة بماذا نعني بالابتكار يفهمها كل أعضاء المنظمة، وقد يستغرق الإعداد للوصول لهذه الجاهزية بعض الوقت متى ما تم العمل عليه بشكل متناسق وملائم لقدرات وإمكانيات تلك المنظمة.

وتشمل الجاهزية للعناصر التي يجب توافرها في نجاح عمل مراكز ومختبرات الابتكار ما يلي:

١- الاستراتيجية: ربط عمل المركز باستراتيجية المنظمة وتحقيق أهدافها ووضع ذلك كخطوة رئيسية تقوم عليها كل العناصر الأخرى.

٢- التأسيس: وهو التأسيس القائم على توفير البيئة المناسبة وعناصرها وهي: ١- الدعم من قيادة المنظمة، ٢- وجود فلسفة للابتكار، ٣- القيم التي يقوم عليه المركز، ٤- ثقافة وبيئة المكان.

٣- الإجراءات والعمليات: وتعني بوضع العمليات التي يسير عليها المركز والأدوار والمسؤوليات، وكذلك مؤشرات الأداء.

٤- الدعم المالي: وذلك بتوفير القدرات المالية اللازمة ليقوم المركز بدورة بشكل صحيح.

٥- الإمكانيات والتمكين: مثل تدريب القائمين على الأعمال وتوفير الإمكانيات الفنية واللوجستية ومنظومة العمل التي تضمن نجاحه.

٦- المشاركة: ربط العاملين بالمنظمة بأنشطة المركز وتكوين مجموعات تشارك في خلق الحلول وتنفيذ المبادرات والبرامج التي تخدم الأهداف والاستراتيجية.

٧- التعزيز والتحفيز: وذلك بوضع نظام للحوافز والجوائز والاحتفال بالإنجازات، وكذلك الاحتفاء بالمشاركين الفعالين وإبراز نجاحات المركز ونشر أهمية الابتكار في المنظمة وفوائده.

٨- المخرجات والنتائج: يتم قياس النتائج الفعلية والتي أحدثت الأثر على الواقع، فلا شيء يتم العمل عليه عبثاً أو بدون هدف محدد ومؤشرات تقيس ذلك الأثر والفائدة التي حققها للمنظمة وعملائها وأصحاب المصلحة الآخرون.

بذلك نكون حققنا الهدف الأمثل من وجود مراكز أو مختبرات الابتكار داخل المنظمة مما يعزز قدراتها ونموها والقيام برسالتها بالشكل المناسب والصحيح.